النشرة الاسبوعية

النشرة الأسبوعية : من 7 الى 13 مارس

مصر

عرفت مصر منذ بدايات شهر مارس ارتفاع حالات فيروس الكورونا مع ما يرافقه من فزع وخوف لدى المواطنين. في الأثناء، سافرت وزيرة الصحة إلى الصين للتضامن في مواجهة الفيروس باسم الرئيس عبد الفتاح السيسي.1 لاقت الزيارة ردود فعل مختلفة لا سيما فيما يرتبط بضرورة إشراف الوزيرة على متابعة إجراءات الوقاية بنفسها.2 رغم بطء تطور الحالات في البداية إلا أنها تسارعت تدريجيا لتعلن مصر عن أول حالة وفاة لمريض بالفيروس في مصر يوم 08 مارس.

مع استمرار حالة الفزع بالشارع المصري أصدر رئيس الوزراء قرارا بمنع التجمعات بكافة أشكالها، ومنعت السجون الزيارات حفاظاً على صحة النزلاء. وإلى حدود يوم 12 مارس مساء تم تسجيل حالة وفاة جديدة، فيما وصلت نسبة الشفاء إلى 27 حالة من أصل 80 تم اكتشافهم في مصر حتى الآن.3

جنية /64 دولارا
0

في هذا الشأن، حددت وزارة الصحة مبلغ 1000 جنية/64 دولارا كمقابل لتحليل فيروس كورونا وفقا لقائمة أسعار “تحاليل الفيروسات” على الموقع الرسمي للإدارة المركزية للمعامل التابعة لوزارة الصحة المصرية. وهو ما اعتبره الكثيرون مبلغا غير معقول في ظل الظروف الاقتصادية والإجتماعية الصعبة التي يمر بها المواطن المصري.

على المستوى الحقوقي، أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان )مؤسسة حكومية( تقريره السنوي والذي أشار فيه إلى أن وتيرة تفعيل الالتزامات بحقوق الإنسان المدنية والسياسية مازالت دون المأمول. يعد هذا المعطى مهما لجهة أنه يختلف عما سبقه من التقارير لجهة الجرأة التي ظهر فيها خلافا لما درجت عليه التقارير الأخرى من مجاراة للسلطة. في ذات الوقت، أرسل 8 أعضاء بالكونجرس الأمريكي خطابا إلى ياسر رضا سفير مصر في واشنطن، معربين فيه عن قلقهم من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

وفقاً لمصادر جريدة «المصرى اليوم» ثمة توجه من قبل الحكومة نحو قبول 270 توصية كليًا من أصل 372 توصية تلقتها مصر، خلال آلية المراجعة الدورية الشاملة، لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة بجنيف، في نوفمبر الماضى. للتذكير تم خلال جلسة الحوار التفاعلى لمجلس حقوق الإنسان، التي امتدت لأكثر من 3 ساعات، وشهدت مداخلات من 133 دولة، توجيه ملاحظات وتوصيات لتحسين أوضاع حقوق الإنسان بمصر. وهي ما قد تصبح خطوة كبيرة في إصلاح أوضاع حقوق الإنسان في مصر.

لكن لا بد من الإشارة إلى أن أحكام الإعدام لا تزال متواصلة في مصر في ظل غياب لشروط المحاكمة العادلة، مع توظيف لقضايا الإرهاب، في تعارض تام مع قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان.8 ويحاكم عدة ناشطين ومواطنين مصريين بناء على قواعد قانون الإرهاب الذي يعرف إخلالات جمة، بالإضافة إلى أن المحكومين على أساسه، غالبا ما يتعرضون للإختفاء القسري والتعذيب. وهو ما نبه له المجتمع المدني طويلا.

نفذت السلطات المختصة حكم الإعدام على هشام عشماوى المعروف بأبو عمر المهاجر، وذلك بعد عدة أحكام بالإعدام في جرائمه التي بلغت 14 جريمة إرهابية ضد مصر، وكان آخر الأحكام الصادرة ضد الإرهابي قبل أيام من إعدامه قد صدر من محكمة جنايات القاهرة، بالإعدام شنقا و36 آخرين من تنظيم “بيت المقدس”، بتهمة ارتكاب 54 جريمة، تضمنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة. وعاقبت 61 متهما بالسجن المؤبد، والمشدد 15 سنة لـ 15 متهما، والمشدد 10 سنوات لـ 21، والمشدد 5 سنوات لـ 52 آخرين.

جريمة إرهابية ضد مصر
0
من تنظيم "بيت المقدس"
0
متهما بالسجن المؤبد
0

القبض على نحو

عامل نظافة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة.
0

ولا تزال السلطة القضائية تصدر أحكام سياسية حيث قضت على البرلماني السابق والمحامي الحقوقي زياد العليمي بالحبس سنة وتغريمه 20 ألف جنيه، لاتهامه ببث أخبار وبيانات كاذبة، بينما قضت محكمة الجنايات بمجموعة من أحكام الحبس على صغار الموظفين والعاملين بهيئة السكك الحديدية في توابع حادث محطة مصر والذي وقع ضحيته 31 مواطنا ودون عقاب أي مسؤول ذي منصب حقيقي. وألقت قوات الأمن المصريّة اليوم الاثنين، القبض على نحو 70 عامل نظافة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة.

تونس

عرف العمل التشريعي لمجلس النواب عودة بعض القوانين التي أثارت ولا تزال تثير جدالا حولها. عادت العتبة الانتخابية إلى الواجهة مرة أخرى، حيث صوّت نواب الشعب خلال جلسة عامة مساء الثلاثاء 3 مارس 2020 على إرجاع مشروع قانون تنقيح القانون الانتخابي بإقرار عتبة انتخابية بـ5%، إلى لجنة النظام الداخلي والحصانة والقوانين البرلمانية والقوانين الانتخابية. سبق ذلك اتفاق رؤساء الكتل على تأجيل التصويت عليه وإعادته إلى اللجنة المذكورة. في الأثناء، كانت لجنة التشريع العام تعمل على مشروع القانون المتعلق بزجر الإعتداء على القوات المسلحة. وقد أكد الإتحاد العام التونسي للشغل، يوم 11 مارس، عقب جلسة الإستماع أمام اللجنة، وعلى لسان الخبير لدى الاتحاد عبد السلام النصيري، بأن القانون يتضمن العديد من الإخلالات التي تهدد المجتمع وتتعارض مع الحقوق والحريات المكفولة بالدستور. فيما انعقدت أول جلسة تنسيقية بين المجلس والحكومة في نفس اليوم، وقد تمحورت حول الأولويات التشريعية للحكومة.

تغيرت توازنات الكتل داخل مجلس النواب، باستقالة 11 نائباً من كتلة قلب تونس، ومن الحزب نفسه. جاءت هذه الاستقالات بعد استقالات أخرى في كتلة ائتلاف الكرامة في فترة سابقة. لا يشهد المجلس إلى اليوم ظاهرة السياحة الحزبية، كما كانت سائدة سابقا، إلا أن هذه الاستقالات تعكس هشاشة الحياة الحزبية وضعف الأطر التنظيمية، في ظل غياب وضوح أيديولوجي وبرامجي. وهو ما تأكد عبر أنباء جديدة عن إمكانية تراجع بعض النواب عن استقالاتهم.

في الأثناء، جاءت أولى تحديات العمل الحكومي مع وباء الكورونا المستجد الذي سجلت تونس نصيبها منه بـ13 حالة. وهو ما طرح مرة أخرى أسئلة حول السياسة العامة في قطاع الصحة في تونس، ومدى جاهزيته للحالات الطارئة المماثلة، خاصة مع تعطل مسارات الإصلاح في القطاع الذي يعرف احتجاجات عدة، ويوجد غيرها مبرمجا في الفترات القادمة، بالإضافة إلى جملة من الإحتجاجات الاجتماعية في عدة مناطق كالهوايدية، المتلوي، جندوبة، والقصرين.

توقّع رئيس الحكومة الياس الفخفاخ أن تتراجع نسبة النمو خلال السنة الحالية بنصف نقطة مائوية مقارنة بتوقعات سابقة، بسبب التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد على الصعيد العالمي. وقال الفخفاخ إنّ نسبة النمو المتوقع في 2020 لن تتجاوز 1 بالمائة. كما أعلن أن حكومته تعمل على ضمان القسط السادس المقدر بأكثر من مليار و300 مليون دينار من قرض صندوق النقد الدولي الذي من المتوقع أن يرسل الوفد التابع له يوم 20 مارس الجاري. كما ستشرع الحكومة في برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي قصد التداين.

 وكشف رئيس الحكومة أن التقييم الأولي للمالية العمومية عن وجود معطيات غير مدرجة في نسبة العجز مثلا كما تم تأجيل بعض الدفوعات بالنسبة للدعم. الأمر الذي يعني آليا تحميلا للمسؤولية في هذا المستوى للحكومة السابقة. كما تعرض رئيس الحكومة لدور اتحاد الشغل في برنامج إصلاح المؤسسات والتحكم في الإنفاق العمومي بالإضافة الى وضع مخطط خماسي قبل موفي سنة 2020.

وشهدت تونس عملية إرهابية جديدة في منطقة البحيرة قرب السفارة الأمريكية. وقد أسفرت عن استشهاد الملازم أوّل توفيق محمّد الميساوي وإصابة أربعة أمنيبين آخرين ومدني، فيما قضى الإرهابيان بعد تفجير نفسيهما. تزامنت هذه العملية مع ذكرى أحداث بن قردان، وهو الأمر الذي عزز من ردة الفعل الوطنية ضد الظاهرة الإرهابية. في المقابل، تم توقيف شخص بتهمة تمجيد العملية الإرهابية في منطقة الروحية من ولاية سليانة، بالإضافة إلى اعتقال خمسة آخرين على علاقة بالعملية في وقت سابق.

ليبيا

استمرت القذائف بالتساقط على احياء مدينة طرابلس طيلة الأسبوع الأول من شهر مارس. يكاد يكون صعبا إحصاء عمليات القصف بسبب كثافتها مستهدفة مطار معيتيقة والأحياء المجاورة له رغم توقف حركة الملاحة الجوية منه واليه مند بداية الشهر. تعرضت بعض احياء العاصمة إلى عدد من هذه القذائف العمياء التي أدت إلى سقوط العديد من المدنيين وتسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية للمدينة.

تكاد لا تتوقف حالة انتهاك الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين المتصارعين على اسوار العاصمة الليبية طرابلس، حيث تساقطت القذائف العشوائية على المدينة لتحصد عدة ضحايا من المدنيين. عادة تستهدف هذه القذائف مطار معيتيقة وأحيانا بعض احياء العاصمة بشكل عشوائي، وكان اخرها منطقة عرادة في سوق الجمعة بتاريخ 8 مارس 2020 حيث تم استهداف منازل للمدنيين بطريقة مباشرة في حي سكني مكتظ، مما أدى الى مقتل 2 واصابة 7 اشخاص أخرين وخروج طلبة المدارس في حالة هلع خاصة أنه تزامن مع وقت خروج الأطفال من المدارس.

عمليا، لم تتوقف انتهاكات وقف إطلاق النار، فحتى بعد هدوء دام ثلاثة ايام بعد توقف القذائف العشوائية بين 08 مارس و12 مارس بشكل جزئي، تفاجأ أهالي منطقة سوق الجمعة في ليلة الخميس الموافق لـ12 مارس 2020 بقصف صاروخي على احياء مدنية بالكامل تغيب فيها أية أهداف عسكرية، الا ان هذا القصف جاء في وقت متأخر من الليل نسبيا حيث حركة المدنيين قليلة ولم يوقع اضرارا في ارواح المدنيين لتقتصر الأضرار على الجانب المادي.

رغم الضغط الدولي على أطراف الصراع في ليبيا للالتزام بالهدنة، الا ان القصف المتبادل لازال قائما بين الطرفين خاصة أن الجنرال حفتر يحاول الدخول الى طرابلس باستخدام جميع الوسائل سواء أكان بالقصف المستمر للأحياء السكنية او بإقفال الموانئ النفطية التى ادخلت البلاد في وضع اقتصادي صعب، أثر على حياة المواطنين بشكل مباشر حيث لازال مصرف ليبيا المركزي لم يأذن لوزارة الداخلية بصرف مرتبات شهر يناير وفبراير للموظفين. يعرف القطاع العام الذي يضم أكثر من مليون وثلاثمئة مواطن صعوبات جمة، أدت إلى زيادة معاناة الموظفين من النازحين داخل طرابلس خاصة، إذ أن بعضهم مهدد بالطرد من منازلهم التي استأجروها هربا من الحرب الدائرة. للإشارة، شهدت أسعار تأجير المساكن ارتفاعا حادا بالتوازي مع زيادة في اسعار العملات الصعبة في السوق السوداء نتيجة ظهور اشارات ان مصرف ليبيا المركزي قد يزيد من قيمة الضريبة التي كان قد فرضها على العملات الاجنبية الى 200 % حتى يستطيع تغطية العجز الموجود في الميزانية العامة قصد تسديد أجور الموظفين.

في الأثناء، شهد مسار المفاوضات تحولات مهمة ومؤثرة، وتعكس تعقيد الملف الليبي وحجم التدخل الأجنبي فيه.

كانت استقالة المبعوث الأممي في ليبيا غير متوقعة لدى العديد من الليبيين فقبل استقالته بيومين خرج غسان سلامة في مؤتمر صحفي تحدث خلاله عن مخرجات اللقاءات التشاورية الأولى التي جرت بين الأطراف الليبية في المسار السياسي في جينيف واظهر سلامة في هذا المؤتمر تفاؤلا واضحا خاصة بعد اعلان مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة مشاركتهما في هذه الجلسات بعد امتناعهم عن الحضور في الجلسة الافتتاحية للمسار السياسي في البداية، لكن وبدون سابق انذار أعلن المبعوث عبر تغريده على توتير استقالته معللا ذلك بتدهور حالته الصحية. لا طالما كان غسان سلامة متهما بعدم الحياد من الطرفين، خاصة بعد كل مواجهة عسكرية بينهما. الأمر الذي يؤكد أن الأخبار عن الضغوط التي مارسها كلاهما لاستبعاد المبعوث الأممي لها مصداقيتها.

وفي سياق آخر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في وقت متأخر يوم الأربعاء 11 مارس، تعيين ستيفاني ويليامز، ممثلة للأمم المتحدة بالوكالة، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «UNSMIL»، وذلك حتى تعيين بديل للمبعوث الأممي المستقيل غسان سلامة، وذلك وفق بيان للأمين العام نشره موقع الأمم المتحدة الإخباري، وأعرب الأمين العام في بيان عن تقديره للسيّد سلامة لإنجازاته خلال رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وجهوده الدؤوبة لإعادة إحلال السلام والاستقرار في البلاد، واستقال المبعوث السابق للأمم المتحدة واضعًا حدا لمهمته التي بدأت في منتصف العام 2017، علمًا أن مهمته في ليبيا كان من المقرر أن تنتهي في منتصف سبتمبر المقبل. وهو ما يطرح تساؤلا في الحقيقة عن توقيت الإستقالة ودلالتها.

تتمتع المبعوثة الجديدة ويليامز بخبرة تزيد على 24 عامًا في الشؤون الحكومية والدولية، وعملت نائبة للممثل الخاص في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منذ العام 2018، كما تقلدت مناصب دبلوماسية عدة في البعثات الأميركية في العراق (2016-2017)، والأردن (2013-2015) والبحرين (2010-2013)، وفي السفارات الأميركية في الإمارات العربية المتحدة والكويت وباكستان.

على الصعيد السياسي قام الجنرال خليفة حفتر خلال هذا الأسبوع بزيارة الى فرنسا بدعوى من الرئيس الفرنسي ماكرون حيث نوقش في هذا اللقاء اليات الالتزام بالهدنة واحتمالية اقناع الجنرال حفتر بفتح الموانئ النفطية في شرق البلاد. بالإضافة إلى ذلك، ووفقا للتسريبات طرح الفرنسيون فكرة ان الجنرال يمكن ان يوافق على رفع حالة القوة القاهرة عن الموانئ النفطية مقابل ان يتم بيع النفط خارج إطار مصرف ليبيا المركزي. أكد الجنرال حفتر لماكرون ان استمرار ضخ النفط ودخول عائداته الى مصرف ليبيا المركزي سيؤدي الى استمرار دعم التشكيلات المسلحة في طرابلس بالمال وهذا ما يجب إيقافه، حسب ما صرح به الأخير في فرنسا، وحسب ما هو مزمع القيام به ستكون هناك زيارة قريبة لوزير الداخلية في حكومة الوفاق الى فرنسا بدعوى من الأخيرة يوم 17 مارس 2020 حسب ما تم تسريبه من مصادر داخل حكومة الوفاق. ويرى مختصون ان الفرنسيين يحاولون تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين ومحاولة ابعاد الملف الليبي عن الأيادي الروسية والتركية قدر الإمكان. لكن، وبالنظر إلى تاريخ الدور الفرنسي وغياب الثقة لدى بعض الأطراف في جدواه وحياديته، يُتوقع ألا يكون لإعلان حفتر موافقته المبدئية للتوقيع على اتفاق الهدنة أية قيمة عملية، خاصة أنه سبق له أن تراجع عن مواقف مماثلة. وتوجه حفتر أيضا إلى ألمانيا للتداول حول تطبيق مخرجات مؤتمر برلين.

تستمر الأزمة الليبية بسبب تواصل عدم الثقة بين الأطراف الليبية، التي تعمل ميدانيا على تعزيز قواتها بمساعدة الدول الداعمة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *